وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الله تعالى يغفر ذنوب عبده مهما بلغت وعظمت إذا صدق في توبته وعاد إليه منيباً مخبتاً، قال تعالى [قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ](الزمر)، وقال تعالى [إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً](النساء)، وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى أنه قال (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم4338) فأبشر ما دمت صادقاً في توبتك ولا يضيرك ما يفعله أقاربك من التشهير بك، ولكن عليك بمحاولة الابتعاد عنهم بانتقالك إلى سكن آخر إذا كان هناك استطاعة لذلك، وإذا لم تستطع فعليك بتذكيرهم بالله وتخويفهم بعقابه، واخبرهم أن إيذاء المسلم ذنب كبير لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى أنه قال (إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا..)(رواه مسلم)، ووصيتي لك بالحرص على طاعة الله تعالى والتزام أمره ونهيه والبعد عما يغضبه منك، وأما القصاص بينك وبينهم فهذا لا محالة منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها"، لكن إذا صدقت التوبة فالله جل وعلا يرضي الخصوم إذا جثوا على ركبهم بين يديه سبحانه وتعالى.
أسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يعفو عنا وعنك وأن يأخذ بيدك لما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الجمعة يونيو 05, 2009 4:21 pm